مَنْ شَبَّ على شَيءٍ شَابَّ عليه
”شبّ“ أي بدأ شبابه، و”شَابَ“ أي ظهر الشيب في شعره، ويُقصد بذلك ”وصل سن الشيخوخة“. وهذا المثل
العربي الأصيل، يُقصَد به أن من تعوَّد على شيءٍ، أو تعلَّم شيئًا، في شبابه المبكِّر؛ أكمل حياته بنفس العادات، محتفظًا بما تعلَّم. وهناك مثل عربي آخر مقارب هو: ”العلم في الصغر كالنقش على الحجر“ يكمِّل معنى الأول.
ولا شك أن المثل يحمل لكل شابٍ تحريضًا هامًا: فشبابك هو أفضل وقت تتعلم فيه ما سينفعك في حياتك كلها. فعمر الشباب هو وقت التعلُّم، إذ مع مرور الوقت تَقِلّ القابلية للتعلم بسبب الانشغال بمسؤوليات كثيرة. فانتفع بهذا الوقت لتحصِّل ما يفيدك في حياتك العملية (كتعلم اللغات وبرامج الحاسب، وتنمية المواهب...). وشبابك أيضًا هو الوقت الذي تنمّي فيه عادات مفيدة تكون سبب نجاح في حياتك العملية وليكن الاجتهاد مبدأ لك في كل شيء، مع الالتزام…).
تعوَّد أحدهم على أن يعرف كيف يضبط لسانه ولا يتكلم في وقت الغضب وهو بعد صبي صغير، فظل طوال عمره رجل لا تخرج منه العيبة. وتعلَّم أحدهم الحكمة وهو فتى، فبقي إلى نهاية حياته، قرب التسعين، حكيمًا فهيمًا وآخريين كثيرين… وغالبية العظماء في كل المجالات، بدأوا في الصغر. فحسنًا تفعل أنت أيضًا، وتهتم بما يبقى، فغدًا يبدأ اليوم.
بقي تحذير واجب من إضاعة الوقت في ما لا ينفع ولا يبقى، فالوقت الذي يفوتك اليوم لن يعود ثانية.
اكتب تعليقك هنا وإذا كان لديك أي سؤال لا تتردد في ارساله وسوف نقوم بالرد عليك في أقرب وقت ممكن