أوفي معاني الصداقة

 أوفي معاني الصداقة

قصص وحكايات مسلية بها عبرة عظيمة أحيانا ودرس يفيدنا في حياتنا العملية وفيها أيضا فكاهة أحيانا أخري... وحكايتنا النهاردة رائعة وممتعة... قصة شيقة تجسد معنى الصداقة الحقيقية المخلصة... تدمع عيناك في نهاية القصة بعد ان تكتشف سر الصداقة.

 

فى يوم من الايام كان هناك شاب ثرى وكان والده رجل أعمال يعمل بتجارة الذهب والمجوهرات والعقارات وكان الشاب يعامل اصحابه بكرم شديد ويكرمهم وهم بدورهم كانوا يحبونه ويحترمونه بشكل رائع... درات الايام والسنين ولم يبقي الحال كما كان فمات والد الشاب الغني وأصاب العائلة فقرا مدقع فتدهورت أحوال الشاب وقلت أيام رخائه فبدأ يبحث عن أصدقائه... أصدقاء الماضي. بحث كثيرا حتى وجد صديقه الذي كان يكرمه كثيرا وكان قد أصبح غنيًا بشكل لا يوصف وأصبح من أصحاب القصور والأملاك والعقارات والمجوهرات الثمينة.

بسرعة توجه الشاب الى صديقه عسى أن يساعده ويجد عنده عملا لإصلاح حالة وحال اسرته فلما وصل الى باب قصره استقبله الخدم والحشم فذكر لهم صلتة بصاحب القصر وما كان بينهما من صداقة قديمة جدا فذهب الخدم وأخبروا صديقه فنظر الي صديقه من خلف الجدار ليرى شابًا رث الثياب متهالك بدت عليه كل مظاهر الفقر والالم فتأثر صديقه واغرورقت عيناه بالدموع ولم يكن يصدق ما وصل إليه صديقه من حال سيء لكنه أخبر الخدم "دون اهتمام" أن يخبروه أن صاحب القصر مشغولاً ولا يمكنه استقبال أحد الان!

خرج الشاب في ذهول واندهاش بنفس منكسرة متألمًا على الصداقة التى تقتلها الأنانية والطمع وعلى القيم التى ذهبت سدي مع الريح وعن الصديق الذي ذهب بعيدا عن الوفاء وعن الضمير الذي مات وعن المروءة التي انعدمت، لقد ذهبت الصداقة بهذه البساطة دون أن تجد لها سبيل في نفوس البعض. وفي طريقه سيرا على الأقدام صادف الشاب ثلاثة رجال تبدو عليهم علامات الحيرة وكأنهم يبحثون عن شيء فسألهم ما الأمر فأجابوه إنهم يبحثون عن رجل يدعى فلان ابن فلان فقال لهم إنه هو هذا الشخص الذي يبحثون عنه، وسألهم ما الأمر؟ فقالوا له إن والده قد مات منذ زمن بعيد فتأسف الرجال كثيرا عند سماع ذلك الخبر وقالو له ان أباه كان يتاجر في الذهب والمجوهرات وأنه ترك أمانة عندهم عبارة عن قطع غالية جدا من المرجان وأخرجوا كيسا كبيرا مليئا بالذهب والجواهر النفسية وأعطوها له ورحلوا وتركوه مندهشا لا يصدق ما يحدث له كأنه في حلم.

فرح الشاب جدا وكأن الدنيا لم تسعه ووجد فى هذا الكنز وسيلة لإنقاذه هو واسرته من الجوع والفقر ولكنه بدأ يفكر من يا تري يمكنه شراء هذا الذهب وهذه المجوهرات وقطع المرجان الثمينة، لأن قطعة واحدة منه غالية الثمن وكل من في مدينته ليس بإمكانهم شرائه لأنهم لا يمتلكون الثمن. فمضى الشاب فى طريقه متحيرا ومتسائلا كيف وأين يستطيع بيه هذه المجوهرات وأثناء حيرته هذه صادف امرأة عجوز يبدو عليها أثار الثراء والغني فسألته يا بنى أين أجد محل لبيع المجوهرات النادرة والثمينة في مدينتكم، فرح الشاب كثيرا و سألها عن نوع المجوهرات التي تريدها فقالت له أبحث عن مرجان جميل الشكل أريده مهما كان ثمنه... فأظهر لها الشاب الكيس وأخرج بضع قطع منه فاندهشت المرأة من شدة جمال القطع واشترت منه كل القطع التي يمتلكها الشاب وهكذا عاد حال الشاب الى ما كان عليه في السابق وعادت تجارته تنشط وتكبر بشكل واسع فتذكر حينها صديقه الذي لم ظن أنه تجاهله ونسي حق الصداقة وتخلى عنه في شدته وفي أكثر وقت كان يحتاج إليه فأرسل له بعض بيتان من الشعر:

صحبت قوما لئاما لا وفاء لهم                          يدعون بين الورى بالمكر والحيل
كانوا جلوسي إذ كنت رب غنى                          وحين أفلست عدوني من الجهل

 فلما قرأ ذلك الصديق هذه الأبيات كتب على ورقة ثلاثة أبيات وأرسلها إليه، قائلا: 

أما الثلاثة قد وافوك من قبلي                          ولم تكن سببا إلا من الحيل
أما من ابتاعت المرجان والدتي                         وأنت أخي بل منتهى أملي
وما طردناك من بخل ومن قلل                         لكن عليك خشينا وقفة الخجل

إذا أعجبتك القصة اترك تعليقك في الأسفل وأيضا يمكنك إرسال قصتك لنا لننشرها على موقعنا أو إذا كان لديك قصة حقيقية أو قصة قرأتها وتريد منا أن ننشرها نشجعك أن ترسلها لنا وسنقوم بنشرها على موقعنا لتعم الفائدة للجميع.