فات الآوان
فى العصور الوسطى عاش رجل ثرى جدا و كان طيب
القلب يحب أهل مدينته الذين كان معظمهم من الفقراء ذوى الديون الكثيرة.
ولأنه كان يعلم كيف أن ديونهم كفيلة بأن
تجعل معظمهم يقضى باقى حياته فى السجن، ذهب إلى الدائنين
وحدد يوما ينتهى فيه عرضه
هذا. ومرت الأيام ولم يتجاوب أحد، والرجل الغني لايفتُر أن يكرر دعوته. حتى كان اليوم الأخير للمهلة،
قرر واحد أن يذهب إلى هذا الرجل الثرى
واثقا فى صدقه، فذهب إليه وسط استهزاء البعص وتحذيرات البعض الآخر.
وحين قرع الباب وجد الرجل الثرى يفتح له
الباب بنفسه مرحباً به، ثم أخرج له كل أوراق ديونه وسلمها له، وزاد على ذلك
أن أخبره أنه سيقيم معه مكرماً فى
قصره. وفى المساء، وكانت المهلة قد انتهت، خرجا معاً من القصر
وكان الكثيرون متجمهرين ليعلموا ماذا حدث
مع صاحبهم، فرأوه يزهو بملابس جديدة كان الرجل الغنى قد كساه بها، فتساءلوا
عما حدث وعلموا الحقيقة. فابتدأوا
يتزاحمون نحو الثرى ليسدد ديونهم، لكنهم جميعاً سمعوا الصوت
الأسيف «لقد فات الآوان» وعليهم أن يواجهوا القضاء والحكم ليدفعوا ثمن استهتارهم بهذا العرض السخى.
اكتب تعليقك هنا وإذا كان لديك أي سؤال لا تتردد في ارساله وسوف نقوم بالرد عليك في أقرب وقت ممكن