حماتي بتتدخل في حياتي… أعمل ايه؟

 أرسل لنا أحد أصدقاء برنامج كلمة واحدة هذه المشكلة باختصار وبإيجاز قائلاً

                                    حماتي بتتدخل في حياتي…

                                     ماذا أفعل؟

أولاً أقول يجب أن يعيش الزوجان في بيتهم الجديد حياة الاستقلال عن الوالدين… وسأوضح معني وكيفية فعل هذا الاستقلال بدون أن نجرح الوالدين.

قبل الزواج

طالما أعيش تحت سقف عائلتي وفي رعايتهم (جسديًا واجتماعيًا وماديًا…) وأنا تحت مظلتهم وحمايتهم وتحت سلطانهم فأنا مسئول منهم، في هذه الحالة يجب على الخضوع والطاعة. لذلك عندما أكون تحت غطاء أهلي أنا ملزم بالطاعة لهم وهذه الطاعة ليست طاعة عمياء لكنها طاعة مشروطة بفعل الصواب.

بعد الزواج

أما بعد الزواج فأنا خرجت من تحت مظلة الأهل وأصبحت تحت مظلة جديدة، فهل في هذه الحالة مطلوب مني أن أطيعهم وأخضع لهم؟ الإجابة لا. إذاً ما هو دوري المستمر تجاههم سواء كنت داخل البيت أو خارجه، سواء كنت تحت مظلة الأهل أم خارج هذه المظلة؟ دوري تجاههم هو الاكرام المستمر بمعنى التقدير والاحترام والعناية والاهتمام بما في ذلك ماديًا أو صحيًا وليس الطاعة لأني صرت مستقل عن هذا البيت وصرت تحت نظام جديد وتحت مظلة أخري. لذلك عندما أكون تحت سقف عائلتي "الأب والأم" مطلوب مني الطاعة، أما في الزواج مطلوب مني الاستقلال وعدم الطاعة.

وينطبق هذا أيضًا في حالة الاستقلال عنهم أي عندما يصبح لي بيت خاص أعيش فيه قبل الزواج.

 

ما معني أن يستقل الزوج عن والديه بعد الزواج

معني هذا الكلام مثل "رباط ينفك" فكأنه هناك حبل سُري (رباط) يتم فكه وذلك لوجود حبل سُري جديد يتم توصيله هو شريك الحياة "الزوج أو الزوجة" والمطلوب هو الخضوع لهذا الشريك الجديد والاستقلال معه. وما ينطبق علي الزوج ينطبق علي الزوجة أيضا. 

لذلك الاستقلال التام للأسرة الجديدة أمر هام جدًا لحياتها ولبقائها، لو شبهنا الحياة الزوجية بجسم الإنسان وتخيلنا أن الرجل هو يمثل الرأس في جسم الانسان "علي أساس انه المسئول عن البيت وعن اتخاذ القرارات وأيضا مسئول عن نتائج هذه القرارات" والمرأة تمثل الجسد، فماذا لو تخيلنا أن هناك جسد واحد له رأسين؟ هل يستطيع هذا الأنسان أن يعيش حياة طبيعية مثل سائر البشر؟

يقول المثل الشعبي "المركب اللي ليها ريسين تغرق" فلو تخيلنا أن هناك سفينة لها ربان من الأمام وأخر من الخلف، وكل منهما يمسك بالدفة بيديه، ماذا سيحدث لهذه السفينة؟ هل ستصل السفينة إلي بر الأمان؟!

لذلك يجب أن يستقل الرجل عن والديه ويكون مع امرأته ليكّونوا رأس جديد لجسد جديد وبيت جديد ونظام جديد، ويكون مستقلا استقلالا تام.

ما هو نوع هذا الاستقلال؟

استقلال البيت الجديد له 3 محاور

 

• الاستقلال الأدبي: أي أن البيت الجديد تحكمه مبادئ جديدة وقيم جديدة وأسلوب حياة جديد والتي من الممكن أن تختلف عن المبادئ التي نشأ عليها كل من الزوجين. ففي تربية الأطفال على سبيل المثال سيقرر الزوجين أن تربية أطفالهم ستكون بطريقة جديدة وقد تكون مختلفة عن التي تربي هو بها ونشأ عليها. فالبيت الجديد له قراراته وله خططه الجديدة التي لا يقررها سوي الزوجين وحدهم ولا يصلح للأهل أن يتدخلوا بها، لذلك يجب على البيت الجديد أن يستقل استقلال تام لكي يستطيع أن يعيش.
  
  
• الاستقلال الإداري: أي أن البيت الجديد له نظام مستقل في اتخاذ القرارات وله حياة مستقلة في الكيفية التي ستُعا ش بها هذه الحياة وله ترتيبات جديدة، فإذا قرر الزوجان السفر للخارج سواء كان للعمل أو لأي غرض أخر، فهم وحدهم لهم الحق في اتخاذ هذا القرار وليس للأهل التدخل في منعهم من تحقيقه.
  
  
• الاستقلال المالي:

وحتى يتحقق الاستقلالين الأدبي والإداري

يجب أن يحدث الاستقلال المالي

 

فإذا كان الأهل هم الذين يقومون بالإنفاق المادي للبيت الجديد ويقومون بتسديد الاحتياجات المادية فلن يتحقق الاستقلال الأدبي والإداري على الاطلاق، ولن يستطيع الزوجان الاستقلال بحياتهم ولن يستطيعوا منع الأهل من التدخل في جميع قراراتهم.

 

أسباب تدخل الأهل:

• التعود: في مجتمعاتنا الشرقية يظل الأبناء في بيت الأهل حتى الزواج، لذلك تَعَّود الأهل في التدخل في كل تفاصيل حياتهم. لذلك عند الزواج يجد الأهل صعوبة في عدم التدخل في حياة أبنائهم بسبب التعود.
  
  
• الخوف: سبب أخر هو خوفهم علينا فالأبناء في نظر الأهل مازالوا أبناء حتى إذا تزوجوا.
  
  
• الأحفاد: بزواج واستقلال الزوجين يشعر الأهل أنهم خسروهم، فتبدأ مرحلة التعويض وتكون في الأحفاد وكأنهم يريدون امتلاك الأحفاد ويريدون تربيتهم على طريقتهم الخاصة ويكون الأحفاد سبب تدخل الأهل في حياة أبنائهم.
  
  
• التسلط: هناك بعض الشخصيات المتسلطة فعلى سبيل المثال إذا كانت الأم شخصية متسلطة في بيتها على زوجها وعلى أولادها وبناتها فهي تريد أن تتسلط أيضًا على زوج ابنتها أو زوجة ابنها.
  
  

ماذا نفعل لمنع هذا التدخل؟

على أن تكون هناك طريقة فيها محبة وإكرام للوالدين

 

الاحتفاظ بالاستقلال والدفاع عنه

من يفعله؟

• الزوج: هو المسئول كرجل أن يمنع عائلته من التدخل وهو المسئول أن يحامي عن البيت الجديد من تدخل عائلته وليس الزوجة. ويجب على الزوجة أن لا تتصدي لأهل زوجها أو تقف بينه وبين أهله. فإن غضبوا منه فسيكون "الزعل" إلى حين "وقت قصير جدًا" لأنه مهما حدث فهو ابنهم أما إن كان الغضب من الزوجة فمن الممكن أن تتغير معاملة أهله لها أو قد تحدث قطيعة. فتظل الزوجة في نظر أهل زوجها هي "ست الستات" وهي الزوجة الفاضلة العاقلة والمفضلة لديهم وهي التي تخدمهم أكثر مني فتكون الزوجة محبوبة عند أهل زوجها.
  
  
• الزوجة: هي المسئولة أن تمنع عائلتها من التدخل، وهي التي تحامي عن البيت الجديد من تدخل أهلها وليس الزوج. ولا يجب على الزوج أن يتصدى لأهلها أو يقف بينها وبين أهلها. فإن غضبوا منها فسيكون "الزعل" إلى حين "وقت قصير جدًا" لأنها ابنتهم أما إن كان الغضب من الزوج فمن الممكن ألا تمحي هذه المواقف من الذاكرة. فيظل الزوج في نظر أهل زوجته هو الرجل الذي يفخروا به ويكون محبوب عند أهل زوجته.

كيف يفعله؟

إذا أدركنا النقطة السابقة فسيكون من السهل جدًا أن ندرك الكيفية التي تتم بها هذه الاستقلالية.

فعلي سبيل المثال:

إذا حاول الأهل بالتدخل في أمر ما قائلين

الأهل: ماذا ستفعل في الأمر الفلاني؟

الزوج: باختصار سنفعل كذا وكذا...

الأهل: لكن هذا خطأ ولن تصلح هذه الطريقة...

الزوج: دعنا نجرب وإن ثبت خطأ هذه الطريقة نغيرها "احنا مش خسرانين حاجة".

 

يجب على الزوج أو الزوجة أن يقف لعائلته أما في الاكرام فيجب أن يكون عكسيًا فالزوج يجعل زوجته في المقدمة أمام أهله في الإكرام فيزداد رصيد محبتهم لها والزوجة تفعل نفس الشيء مع الزوج أمام أهلها فيزداد رصيد محبة أهلها لزوجها.

 

الاحتفاظ بالإكرام والروابط بالتساوي مع الاسرتين

يجب أن يكون إكرام الزوجين للعائلتين متساويين، فلا نكثر الزيارة عند طرف على حساب الأخر. ويفضل أن يكرم الزوج أهل زوجته أكثر من إكرام زوجته لأهلها وبالمثل أن تكرم الزوجة أهل زوجها أكثر من إكرام الزوج لأهله.