الثعلب
المكار
في
أحد الأيام وفي غابةٌ كبيرة، كان أسدٌ هناك يخيف الحيوانات ويؤذيها ويأكل منها كلما
سنحت له الفرصة، فاجتمعت حيوانات الغابة وقرروا أن يتعاونوا معاً ضد الأسد ليتخلصوا
من أذاه، ووضعوا خطة ذكية جدا تقضي عليه ويتم حبسه في قفص، وبالفعل نجحت الخطة، واستطاعوا
أن يحبسوا الأسد، وأصبحوا يعيشون في سعادة وأمان.
وفي يوم من الأيام مر أرنب صغير
بجانب القفص الذي كان الأسد محبوس فيه، فنادى الأسد الأرنب وقال له: أرجوك أيها
الأرنب الصغير ساعدني على الخروج من هذا القفص، رد عليه الأرنب: كلا، لن أخرجك أبداً،
فأنت تعذب الحيوانات وتأكلهم، قال الأسد: أعدك أنني لن أفعل هذا مرة أخرى، بل سأصبح
صديقاً لجميع الحيوانات، وأنت أولهم ولن أؤذيهم أبدا. بسذاجة صدّق الأرنب الصغير
الطيب كلمات الأسد ففتح له باب القفص وساعد الأسد ليخرج منه.

وبمجرد ما أن خرج
الأسد قفز على الأرنب وأمسك به، وقال: أنت ستكون الفريسة الأولى لي في هذا اليوم! بدأ
الأرنب يصرخ ويستغيث مذعورا، وكان هناك في الجوار ثعلب ذكي وماكر، فسمع استغاثة
الأرنب وذهب مسرعا لكي يساعد الأرنب، ولما وصل ذهب إلى الأسد وقال له: لقد سمعت
أنك كنت محبوسا في هذا القفص أليس كذلك؟ فقال الأسد: نعم، لقد اتفقت الحيوانات معا
ضدي وحبسوني داخله. رد الثعلب قائلا: ولكني لا أصدق ذلك، لأنك أسد كبير الحجم ولا يكفي
هذا القفص الصغير حتى لتجلس بداخله؟ أنت تكذب علي، أليس كذلك؟! قال الأسد: أنا لا
أكذب عليك، وسأثبت لك أنني كنت داخل هذا القفص. فدخل الأسد القفص مرة أخرى كي يثبت
للثعلب أنه كان داخل القفص، فبمجرد ما أن دخل الأسد القفص، اقترب الثعلب من الباب بسرعة
وأغلقه بإحكام، وحبس الأسد مرة أخرى، ثم قال للأرنب: إياك ان تصدق هذا الأسد مرة
أخرى.
اكتب تعليقك هنا وإذا كان لديك أي سؤال لا تتردد في ارساله وسوف نقوم بالرد عليك في أقرب وقت ممكن