الفنان والوجهان
إلتفت ماجد بارتياب نحو هذا الرجل الذى
استمر يتأمل فيه ثم بادر الرجل بالحديث قائلاً : حقاً ماأجمل وجهك البسّام.. فأنا
رسام أبحث عن إنسان يصوّر البراءة والابتسام .. ثم أخرج الفنان، ورقة بها عنوان،
وحدد الزمان وقال لماجد : أتمنى أن تحضر ولن أعطلك كثيراً ووعده بهدية قيّمة.
ذهب ماجد للاستديو حسب الاتفاق وبعدما
رسم الفنان صورته أعطاه عشرين جنيهاً.
كان هذا اليوم من أسعد أيام ماجد ليس فقط
لأنه أخذ المُكافأة ولكن لأن الاختيار وقع عليه ليكون صورة للبراءة والابتسام.
وبعد مرور سبعة أعوام من الزمان، كان هذا
الفنان فى نفس المكان، يبحث عن وجه إنسان، يُعبّر عن البؤس والشقاء والخوف والهوان.
فإذ بشاب يأتى وهو يمشى بخطوات ثقيلة
ولما اقترب منه لاحظ نظرات القلق والأنين فى عينيه الغائرتين، ووجهه الشاحب الحزين
يحكى عن جرح قلبه الدفين.
فتقدم الفنان نحو هذا الإنسان البائس
وقال له : أنا رسام أرسم صور للشباب، ثم أخرج ورقة بها عنوان وميعاد وقال للشاب
أتمنى أن تحضر فى هذا المكان ووعده بهدية قيّمة.
انفجر الشاب فى البكاء والنحيب لما سمع
هذا القول، وكأنه يتذكر المجهول بينما صمت الفنان فى ذهول.
وسأل الشاب المصوّر وهو يحاول أن يتمالك
دموعه .. لماذا ترسمنى أنا بالذات؟ ماهى الأسباب؟ أجاب الرسام .. فقط إنى أرسم الشباب.
إنخرط الشاب مرة أخرى فى البكاء،
وقال كلا بل لتكتب تحت صورتى ««الفشل والشقاء»» . إنى أعرفك .. فأنا ماجد الذى
رسمتنى منذ سبعة أعوام صورة للبراءة والابتسام، تُريد أن ترسمنى الآن صورة للعار
والهوان.
وفى أسى وأسف شديدين تذكر الفنان ماجد وسأله بإشفاق : وماذا حدث لك ياإبنى؟ أجابه ماجد بكلمة واحدة أخذ يرددها بانسحاق … إنها الخطيئة… أنه الشر… إنه السلوك الغير صحيح.
اكتب تعليقك هنا وإذا كان لديك أي سؤال لا تتردد في ارساله وسوف نقوم بالرد عليك في أقرب وقت ممكن